العلامة الشيخ موسى زقاق
ولد العلامة الشيخ موسى زقاق سنة 1905 بدشرة العلية التابعة لمنطقة الجزار ، حيث كان والده على رأس زاوية العلية التي كانت تقوم بنشاطات تربوية وتعليمية في الجهة ، حيث نشأ موسى وترعرع على حفظ القرآن الكريم ثم أرسله والده إلى زاوية الحداد بالقبائل الكبرى فدرس مباديء اللغة والأدب وعلوم الشرع ، ثم شد رحاله إلى مدينة قسنطينة ليتعلم على يد الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس ، ثم انتقل بعد ذلك إلى جامع الزيتون بتونس لكنه لم يمكث بها طويلا وعاد إلى قسنطينة حيث أكمل دراسته ثم تفرغ إلى أداء رسالته التعليمية والتربوية ثم رجع إلى مسقط رأسه منطقة الحضنة بعد أن أحرز على درجة علمية تؤهله أن يكون مدرسا وإماما ، وقام بنشر العلم والوعي في اوساط المجتمع .
في سنة 1935 تنقل الشيخ عبد الحميد بن باديس إلى مدينة بريكة على رأس وفد من جمعية العلماء المسلين ، والهدف من هذه الزيارة تنصيب الشيخ موسى زقاق إماما لمسجد بريكة العتيق ، وكان لهذا التنصيب إنطلاقة كبيرة في تغيير الأذهان ونشر الوعي والعلم في نفوس عامة الناس ، اتباعا للنهج الباديسي في التربية والتعليم ، وقام بعدة أعمال نذكر منها على سبيل الحصر : عمل على تقديم دروسوالوعظ والوعي والإرشادفي المسجد ثم تحفيظ القرآن الكريم للناشئة، والكبار ثم أسس مدرسة في سنة 1935لتدريس اللغة العربية " علم النحو والصرف ومتن ألفية بن مالك والأجرومية ومتن الإمام ابن عاشر "وكان تتم عملية التدريس في منزل مسعود بن بوزيد قبابي ، وكان لهذا الحدث فتحا عظيما لسكان منطقة بريكة التي كانت تشمل الحضنة ، ولكن الإستعمار الفرنسي لم يرض بذلك فجاء الحاكم الفرنسي وطلب منه ترخيصا من طرف الإدارة الفرنسية ولكنه رفض ذلك وواصل مشواره التعليمي ، بالإضافة إلى العراقيل التي واجهته من طرف بعض المتحجرين الذين يرفضون تعليم الفتيات ، ولكن الشيخ بفضل حكمته وحنكته استطاع أن يفصل بين الذكور والإناث ، وأعطى للمرأة الحق في الحياة والتعليم لأنه لا يمكن لمجتمع أن يطير بجناح واحد ، ، وكان يرسل النجباء لمواصلة تعليمهم في مدينة قسنطينة نذكر منهم رويشي موسى مازال على قيد الحياة ، وخميسي علي وعزيل محمد
وكان ينفق من ماله الخاص لإصلاح ذات البين بين الناس ، وقد كان حربا ضروسا ضد الشعوذة والطرقية ، وبعد وفاته ترك وصية سنة 1942 يوصي بها تعيين الشيخ العلامة عيسى يحياوي الذي يسمى باسمه مسجد العتيق اليوم - خليفة له ومديرا للمدرسة وإماما للمسجد ، وسار الشيخ العلامة عيسى يحياوي على النهج الباديسي وتخرج على يده جيل من المشايخ الذين واصلوا رسالة العلم والجهاد ضد الجهل والإستعمار ....رحم علماءنا وشهداءنا ......
الموضوعالأصلي : الشيخ سي موسى زقاق
0 التعليقات
إرسال تعليق