توجت مدرسة حي قيري ببريكة بالجائزة الأولى لأحسن تركيب شعري في المسابقة التي تنظمها سنويا مديرية التربية لولاية باتنة بمناسبة عيد العلم الموافق ل16 أفريل من كل سنة حيث شاركت المدرسة لأول مرة في هذه المسابقة وكان نوع المشاركة تركيبا شعريا من تأليف الأستاذ خذير بوعلاق وأداء تلاميذ السنة الخامسة وبهذه المناسبة طلبنا من الكاتب أن يعطينا نبذة عن العمل فكان رده كالتالي
قصة حروف
كانت مجرد فكرة بسيطة تخمرت في ذهني في الموسم الدراسي 1998/ 1999، بمناسبة إجراء مسابقة تربوية بين مدرسة الإخوة عولمي ببلدية عزيل عبد القادر ، التي كنت أعمل بها يومئذ ، ومدرسة أخرى ، وهو ما تم كما توقعته حيث نجح التلاميذ في تقديم عرض جميل لاقى استحسان كل من شاهده ، كما لاقى نفس التقدير لما تم عرضه في المركز الثقافي لمدينة بريكة من طرف فوج الكشافة الإسلامية بمناسبة عيد الإستقلال سنة 2008 .
• وباقتراح وتشجيع من صديقي الشاعر محمد مراح مدير مدرسة الشهيد عيساني ـ الذي فاز أيضا بجائزة أحسن مجلة حائطية ـ قررت المشاركة بهذا التركيب الشعري في المسابقة التي نظمتها مديرية التربية لولاية باتنة ، بمناسبة عيد العلم ، فكان التتويج بفضل الله ومنته بالجائزة الأولى، التي أعتبرها تتويجا لمجهود جماعي لتلاميذ نجباء استطاعوا أن يؤدوا هذا المل أداء رائعا ، رغم خلو العرض من كل المؤثرات الصوتية والبصرية نظرا لقلة الإمكانيات المتاحة كما أعتبره تتويجا شخصيا لي نظير المجهود المتواضع الذي أردت من خلاله أن أعطي لأبنائي التلاميذ صورة مشرفة عما يمكن أن يكون عليه أي أستاذ يريد أن يرتقي بتلاميذه ،لملامسة مستويات إبداعية قد تكون يوما ما حافزا لهم على البحث في مكامن أنفسهم ، عن قدرات ومواهب لتفجيرها في كل مجالات الإبداع ،عمل أردت من خلاله أن يشعر التلميذ بجمالية اللغة العربية ، وقدرة الكلمة الصادقة على التعبير عن الأحاسيس الإنسانية الراقية ، التي يتصدرها دون منازع ....................................حب الأوطان
• أخيرا أريد الإشارة إلى أمر مهم وهو أن هذا العمل لا أعتبره شعرا بالمفهوم الأكاديمي للشعر....بل هو مجرد نظم غير موزون ، ولا يمكن تصنيفه في بحر من بحور الشعر التي لها معاييرها الخاصة ، لذلك ، وتجنيا مني ،أسميتها شعرا حرا ، وعليه فمعذرة من كل الشعراء على تطفلي على مجال ليس اختصاصي ، لأنني لا أعتبر نفسي شاعرا....................
وهذا هو سيناريو العمل الإبداعي المتوج:
يدخل الطفل الى القاعة مبتهجا يحمل محفظته وهو يردد مقطعا من النشيد الوطني حتى يصل الى جدته فيقول:
السلام عليكم.
ثم يقبلها على رأسها ويجلس بجانبها
الجدة( وهي تداعب حفيدها):
ـ وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته...... ماذا درستم اليوم ياولدي؟
الحفيد( فرحا):
لقد حدثنا الأستاذ عن تاريخ الجزائر يا جدتي...قال لنا أن شعبنا قام بثورة عظيمة تكللت بالتحرر من ظلمات الاستعمار ونيل حريته ودفع في سبيل ذلك ثمنا باهضا قدره مليون ونصف المليون شهيد...
الجدة ( تهز رأسه دلالة على الرضا):
ـ جميل ...جميل ...هل استوعبت كل ما قاله لكم الأستاذ؟
الطفل ( وقد بدت عليه قليل من علامات الخجل والحيرة):
ـ ننننعم ...ولكن لم أفهم عبارة قالها لنا في بداية الدرس....قال لنا أن للجزائر امتداد عميق في التاريخ.
الجدة: ولما لم تسأله عن ذلك؟...كان سيجيبك حتما
الطفل : لقد شعرت بالإحراج يا جدتي
الجدة( وهي تقرص خد الطفل بحنان ):
لاعيب في السؤال يا ولدي فطلب العلم شرف وفريضة ...العيب ألا تستفسر عن أشياء لا تفهمها هذا هو العيب الحقيقي...ترى لو لم يسأل نيوتن عن سر سقوط التفاحة من الشجرة هل كنا نعرف اليوم سبب ذلك...والآن اذا وعدتني أن لا تتردد في استفسار أساتذتك عن كل ما يجول بخاطرك فسأروي لك قصة جميلة ستعجبك حتما.
الطفل فرحا :
ـ أعدك يا جدتي...أعدك
الجدة (وهي تداعب حبات السبحة ثم تأخذ كتابا يفتحه ويبدا في القراءة منه):
كان يا مكان
حكاية أرض باركها الرحمان ....
فاستحالت حين جد الجد
رواسيها الشامخات للصمود قلاعا
وفيافيها مقابر للغزاة الطامعين
لم تنحن يوما جبالها
لم يستكن للذل يومها رجالها
ما اختار يوما الاستسلام أبطالها
سال التاريخ عنها الفنيقيين
سأل الوندال والرومان
سأل نابليون وكل الفرنسيين
فقالوا جميعا وإن على مضض :
هذه الأرض عصية
و دماء أهلها زكية
أبناؤها أبدا ودوما للحق مطية
ما كان رجالها تبعا لكل من غلب
ولا نساؤها كن يوما للطرب
بل كن شريفات حرائر
وكانوا سادة كل غالب
أخذ التاريخ حينها سجله وكتب
حكمنا نحن التاريخ
بعد سماع الشهود
ودراسة الوقائع
بعد المداولة
والترافع
أصدرنا حكمنا النهائي
وهذا نصه :
هي أرض البدائع
كل ما عليها بهي ورائع
كل من عليها رواد طلائع
شعب ....لم تثنه عن سعيه الفجائع
ولا عطلت مسيره الموانع
عن حماه بالروح مدافع
في سبيل الحق صلب ممانع
هو ذا يا ولدي بعض الحكاية
هل تريد منها مزيدا؟
يقول الطفل باهتمام كبير:
ـ أجل يا جدي ...أجل
إذا ستحكي لك الحروف
نيابة عني قصتها
لترويها بدورك للأحفاد
فغدا أنت الجد
و حفيدك جد بعد الغد
فاسمع وعي.....يا ولدي
أنا أول الهجاء
أنا الأول في السراء
كما في الضراء
أنا أحلام للمجد بنيناها
أنا أسماء عظيمة حزناها
عبد القادر بن محي الدين مبتداها
أنا السبع السمان اللواتي أكلن
عجاف سنين فرنسا
أنا الألف
أنا لوحة أبدعتها ريشة فنان
أنا ليل استعمار غاشم هتك ستره الشجعان
أنا ليث يشار له بالبنان
سلطني الله علي كل ظالم
في الحق لا أهادن ,
علي حريتي لم أساوم
أنا لفحة النار إذا استغضبت
و لمسة الصبح الهادئ إذا أحببت
أنا اللاااااااااااااااااااااااااااااام
أنا جبال الاوراس الأشم
أنا جرجرة دوي الرصاص في
أسمع الأصم
أنا جيش التحرير وجبهته
صنعا نصرا من عدم
أنا جميلة بوحيرد صرت لمن رام المجد إماما
أنا جيل كل فرد فيه
إن ناديته، فقل :
يا هماما
يا من رميت الغزاة خلف البحار
و داست أقدامك هامات الكفار
انا الجيييييييييييييييييييييييييييييييييييم
انا زبانة لما تحدى المقاصل
أنا زيغود يوسف سيد البواسل
أنا زهور سقتها دماء على الثرى سوائل
أنا زمن البطولة والفدى
يوم دحرنا بعزمنا العدى
أنا زمن العزة ها قد بدى
أنا الزاااااااااااااااااااااااااي
ها قد عدت و العود احمد
ديني الإسلام و الرسول محمد
لي في التاريخ مآثر وأمجاد
ولي في الجغرافيا حدود وأبعاد
بمالي .. وجهدي ... بروحي عنها أذود
أنا للعدل والحق صديق ودود
أنا للظلم والغدر عدو لدود
أنا الألف
الهمزة
أنا الوصل والقطع
أنا وصل عرى الأخوة إذ انقطع
أنا قطع دابر كل ظالم لا يرتدع
أنا ابن باديس أحيا بعد موتها عقولا
أنا ابن مهيدي دوخ ذوي النياشين طويلا
أنا إيمان رسم لجنة الخلد سبيلا
أنا إسلام وحد شعبا فصار للمجد سليلا
أنا إنسانية دافقة
تسعى للخير نهارا وليلا
أنا الهمزة
الراء
أنا روح الشهيد لما رفرفت في العلياء
أنا ريح الحرية حين هبت هوجاء
فاجتثت جذور الغاصبين من التل والصحراء
أنا روضة من رياض الجنة الغناء
و منارة التائهين في الليلة الظلماء
أنا الراء
كل المجموعة:
نحن الجزائر
نحن أبناء الشعب الثائر
لنا في كل مكرمة مآثر
نحن الرجال والحرائر
نحن الردى لمن علينا طغى وتجبر
نحن الحمى لمن بنا احتمى
فاذا ما استجرنا نجير
واذا ما استثرنا للحق نثور.
نحن الجزائر
عرب نحن وبربر
وحدنا الإسلام فصرنا الجزائر
قلوبنا البيضاء لا كدر
أرضنا سقاها دم قان أحمر
فاستعارت من الجنة لونها الأخضر
هي ذي ألوان علمي الشامخ المظفر
سجل يا تاريخ ...واشهد يا زمان
أنا انتصرنا..وأنا.. دوما سننتصر
سجل يا تاريخ ...واكتب بحروف من نور
الله أكبر ...الله أكبر
تحيا الجزائر ...تحيا الجزائر
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
مديرية التربية ـ باتنة
مقاطعة 4ع بريكة
مدرسة حي قيري بريكة
حكاية حروف
تركيب شعري
تأليف:
الأستاذ: خذير بوعلاق
أداء :
تلاميذ السنة الخامسة
الموسم الدراسي :
2013/2012
ملاحظة :
الرجاء من كل من أراد أن يستغل هذا العمل في عرض معين ماعليه إلا المحافظة على حقوق الملكية الفكرية وذلك بذكر صاحب الحقوق أو الإتصال به عبر إدارة المنتدى
1 التعليقات
رائعععععععععععععععععععععععععععع
إرسال تعليق